1
ولهذا فإن لخاصية الإنسانية في المذهبية الإسلامية مبادئ مهمة نجملها في :ـــ مبدأ المآخاة بين كل البشر: فكلنا من آدم وحواء عليهما السلام ، وكلنا إخوة نسبا ودما ، كما أن لكل الإنسانية إله واحد أحد لا شريك له .
ـــ مبدأ التعارف الذي يمليه قوله تعالى : ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) الحجرات13
مما يِؤكد خاصية التعايش مع غير المسلمين :
( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها )الأنفال61
ـــ مبدأ خيرية الأمة الإسلامية : الذي تمليه الآية الكريمة:(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر) آل عمران 104
ودون هذه الدعوة للخير وهذا الحث على المعروف ودون تطبيب المنكر لا خيرية لنا كأمة ولا لغيرنا .
ـــ مبدأ التكريم الذي يفيد تكريم الإسلام حتى لغير المسلم كما يمليه قوله تعالى :
(ولقد كرمنا بني آدم) الإسراء70..
2
والآية عامة .. فلا يهين القرآن إلا من حارب الله ورسله والمومنين، وسعى للعلو والفساد في الأرض .
فالإنسان بنيان الله ملعون من هدمه ماديا أو معنويا ..
3
ولتحقيق كل هاته الغايات لابد للعاملين في الحقل الإسلامي من الإهتمام ببناء الفكر الإنساني على أسس الإسلام فقهيا وعلميا لا إيديولوجيا كما حالنا اليوم وللأسف. ثم تأسيس منظمات وجمعيات خاصة بكل الأعمال الإجتماعية والخيرية والإنسانية والروحية والعلمية التي يدعو لها الإسلام :
والتي للأسف نرى الكافر قد اهتم بها عالميا أكثر منا ، حتى صارت أدوات حرب بين يديه ، بإسمها يبني، وبإسمها يدمر، بل وعبرها يملي كل أطماعه...في الوقت التي تمنع العديد من دويلاتنا كل مسلم حق عن ممارساته المدنية،متساهلة مع الجمعيات والحركات الخارقة لنا ولها بكل مكر، وبكل أطماع ..
والساعية حتما لكل خرابنا على المدى البعيد.
4
ولهذا فإن الخيرية في الإسلام لن تكتمل ما لم تبن على الحق والنية الخالصة ، ودون توظيفنا للمقدس قرآنا وسنة ..ودون بناء الإنسان المكرم ربانيا : فالله كرمنا وأمرنا بتكريم كل الناس ما لم يحاربوننا في الدين، وما لم يسعوا في الأرض فسادا ..
إذ من الواجب علينا محبة الإنسان لذاته كبشر وكأخ من آدم ..
ومهما كرهنا أعماله.
5
ولكن عبر سنة التدافع الأبدية ..لأن العمل على المصلحة يدعو لرد كل المفاسد وكل الدرائع التي تحول دون تحقيقها..
فوجب رفع القرآن بكل تعاليمه السمحاء كأدوية لأخينا الإنسان المريض والضال والجاهل ..:فوحدنا نملك دواءه ..
وإن نجحنا فسننقد العديد من إخوتنا من آدم ..
ومن تعاسة الدنيا قبل جحيم الآخرة ..
فكم من ضال وكافر ، بل وكم من ملحد يحتاج اليوم فقط جملة منطقية منا ليومن ..:.
6
فبالإسلام كدواء يجب أن ندخل قلب الحياة الإنسانية لا العيش على الهامش كما تملي خطط أعدائنا وأعداء الإنسانية جمعاء:وإن كان التطبيب أحيانا يتطلب عمليات جراحية دامية : فمن أجل الخير والحق والمكارم الإنسانية العليا :
وليس دفاعا عنا كمسلمين أو دفاعا عن مصالح بعض جماعاتنا/عصاباتنا الجهادوية، المخترقة اليوم بعصابات الجرائم الدولية وعصابات الأسلحة العالمية:..
فالمسلم الحق لم يكن على مر التاريخ أبدا أنانيا نرجسيا كما بعضنا ..
فالعديد من الناس يكرهون الإسلام اليوم بسبب سلوكاتنا الجهولة و، وبسبب جهالاتنا البليدة بل والمبلدة .
7
فالأرض بآلام أخيك الإنسان تستغيث أخي المومن.. فلتطببه باسم الرب الشافي العفو الرحمان الرحيم المغيث رب كل الناس ..
فوحدك تملك الدواء :
لكنك لن تستطيع أن تهدي دواءك إلا إن تشافيت أنت أولا : (فاستهد تهتدي ثم تهدي أخي المومن) ..ويا كل المسلمين:
يا من بأيديكم كتاب نزل من فوق عرش الرحمان..
كتاب أغلى من كل السماوات والأرض ..
8
فيا مسلمين :الناس عيال الله مرضى وفقراء :
وقرآننا نعمتهم ودواؤهم ..
فاهدوا نعم ودواء الله لكل عيال الله الفقراء له ..
وقبلهم نحن وأنتم ..
فقبلهم نحن في أشد الحاجة له :
فلماذا نرفض هاته النعم وكل هذا التكريم العظيم ؟..
لماذا نرفض نعم السماء ؟: وكل نعم الإسلام كدواء ؟.
فلا تداوينا ولا داوينا ، بل شقينا وأشقينا ..
9
فألا نتحمل كمسلمين مسؤوليات كبرى في ما آل له العالم والإنسان ؟ألسنا مسؤولين عن مجاعات إفريقيا مسؤوليتنا عن باغيات هوليود ؟
ألسنا مسؤولين عن شبابنا وكل الشباب الحائر اليوم بين الحضارات الهاوية ؟.
ألسنا مسؤولين عن أطفال اليوم وشباب كل الغد؟
وإلا فا جوابنا غدا عن قوله تعالى:
وقفوهم إنهم مسؤولون.؟؟؟الصافات 24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق