1
وبهذا يتضح - وعكس كل نظريات الإلحاد الهزيلة عقلا ومنطقا ، والتي تسيء للإنسان كالداروينية وغيرها من النظريات الهجينة ، أو من الديانات المحرفة والوضعية يتضح :بأن الإنسان مخلوق سماوي يسكن الأرض بعد خطيئة الأب آدم والأم حواء عليهما السلام ..
إذ هو مخلوق سماوي من تراب الأرض ...
وليس حفيدا للقردة أو الأسماك كما تقزمنا وتريد أن تمسخنا النظريات الضالة والمضلة ، والتي لاتفرق بين الإنسان وسائر الحيوانات الغابوية .........
فالإنسان إن آمن بربه من أكرم خلق الله..
وإن كفر فهو من أخس الخلق مهما بدا بريقه الدنيوي :
(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم )المنافقون 4
(إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريئة إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريئة)البينة 6،7.
2
بل وللإسلام رؤيا تكريمية للإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أوعرقه أو نسبه أو لغته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(..لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى )كما روى الإمام أحمد عن أبي النضرة.
فتفاضل الناس في الإسلام له ميزان واحد :
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات 13..
والتقوى هي الإلتزام الكامل بكل الفضائل والآداب الإسلامية التي تطهر الإنسان قلبا وقالبا وجسدا وروحا، وتقيه من كل الشرور، ومن كل موجبات التعاسة والعذاب دنيا وآخرة.ودون هاته المزية فالمساواة بين جميع الناس مبدأ ثابت في الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الناس كأسنان المشط)وهو حديث مقبول رغم ضعفه عند الألباني
3
فعكس كل المذاهب العنصرية - وبما في ذلك العدو الألذ للإسلام والمتمثل في اليهود - الذين يميزون جنسهم عرقيا وبيولوجيا عن كل الناس ، و لحد الحماقة في إدعائهم بنوتهم الله سبحانه وتعالى السبوح القدوس سبحانه وتعالى عن كل أباطيلهم ..المتعالي سبحانه عنهم ، وعلى كل العالمين علوا كبيرا..
بل ولقد غلت اليهود حتى نزعوا صفة الإنسانية عما سوى شعبهم المختار كما يفترون ..
ــ له أصل واحد هو الأب آدم ثم الأم حواء عليهما السلام عبر تجانسهما ثم تجانس من تلاهما ، فآدم أب البشرية جمعاء وأول نبي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
4
فالإنسان في الإسلام إذن :
(الناس لآدم وآدم من تراب ) حسنه الألباني عن أبي داوود
ولهذا ينادي الإسلام بالأخوة الإنسانية وبالمساواة بين الناس وبطهارة أصلنا الآدمي.ــ وله وظيفة عظمى ، ولم يخلقه الله سدى :
( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون )المومنون 115
ــ ولقد خلق لعبادة الله وعمران الدنيا بكل حلال :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )الطور 56
ــ كما له حياة خالدة في الآخرة ، وله بعث بعد الموت وسيحاسب على كل أعماله :
( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لوكانوا يعلمون )العنكبوت 64
ــ وللعالم الذي يعيش فيه انذثار وقيامة، يبعث الله فيها الأموات ويبدل الله بعدها كل الأكوان:
( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات )إبراهيم 48
ولهذا يستنكر الإسلام كل نظرية توحي بعكس هذا ..
5
كما يستنكر ديننا الحنيف كل ما يحط من قيمتنا كعبيد لهذا الإله العظيم الأعظم سبحانه.رافضا لكل النظريات التي تغلو بالإنسان لحد تفضيله على كل الملائكة ، ولكل ما ينقص من علويته لحد نعته بالحيوانية دون تميز ولا تمييز .
فقيمة الإنسان إذن في الإسلام ليست في جنسه ولا في أي من كمالات دنيانا الفانية هاته.. بل في مدى طاعته لله تعالى وتقواه ، وفي عدم نكرانه لجميل هذا الإله العظيم سبحانه الذي سخر لنا كل ما في السماوات وكل ما في الأرض .
وللفلاح في هذا التسخير جاء الإسلام كدين لكل الأنبياء أولا ..
ولهذا جاء القرآن هداية لكل الناس ، وحفظا لإنسانيتنا المهددة اليوم بكل العورات:
ولهذا كانت السنة الشريفة تربية فكرية وقلبية وروحية لك أخي في الإسلام وطهارة بدنية أولا .
فلا إسلام - بل ولا إنسانية - إلا ببناء العقل وتزكية القلب وتصفية الروح وطهارة الجسد ما إستطعنا ..
نحو نفس لوامة أولا إذا ما إجتبى الله تعالى ، فنفس مطمئنة ثم نفس راضية مرضية ملهمة إن وفق الله تعالى
وبعدها : من عرف نفسه عرف ربه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق